يمثّل التداخل بين ما هو شعري وما هو سردي سمة لافتة في الأدب الليبي المعاصر، وهو ما يقدح عند القارئ عدّة أسئلة عن أسباب اندحار الحدود النوعية الصارمة وانزياحها، وإزاء هذا الانفتاح على الأنواع الأخرى يصير القارئ مطالباً بتجديد أدوات القراءة وترحيلها من نوع إلى آخر للكشف عن البدائل الفنية التي أوجدها النوعان الشعري والسردي، فمن جهة وجد النص الشعري وبخاصة قصيدة النثر في السرد ملاذاً من أحادية الصوت والغنائية المفرطة، فوظّف ضمائر السرد والسرد غير المباشر في كتابة قصيدة لا تقول الذات الكاتبة فيها (أنا)، كما أفاد النص الشعري من السرد في بناء صور مشهدية وحوارية تتخطّى البعد البلاغي للصورة، ومن جهة ثانية استمدت الرواية من الشعر لغته وإيقاعه واستعاراته ورموزه، فغدتْ الرواية في كثير من الأحيان خُطاطة واستعارة كليّة تتحكّم في نمو السرد وانتظامه، من هنا رأت اللجنة العلمية للمؤتمر أن تضع هذا التداخل بين الشعر والسرد موضع الدراسة مع تقييم الجهود النقدية الليبيّة في مقاربة هذا الموضوع.