غوغل تطور آلية تحاكي عقل الإنسان




كشف باحث في شركة غوغل الأميركية أن شركته اعتمدت على آلية تحاكي الشبكة العصبية في عقل الإنسان لتطوير نظام الأوامر الصوتية في الإصدار الأخير من نظام التشغيل أندرويد المعروف باسم "جيلي بين".

وقال الباحث فينسيت فانهوشيه -أحد الذين ساعدوا في بناء نظام محاكاة الشبكة العصبية- إن الشركة لم تتوقع أن تحصل على النتائج المبهرة التي حققها نظام الأوامر الصوتية فقط بتغيير خوارزمية عمل هذا النظام، مضيفاً أن النظام الجديد جعل المستخدمين يتكلمون بشكل طبيعي مع النظام دون أن يشعروا أنهم يتكلمون لآلة.

وحسّن النظام الجديد نسبة الأخطاء في التعرف على الكلمات التي ينطقها المستخدم، حيث انخفضت نسبة الأخطاء في التعرف على الكلمات إلى 25%، فعندما يقوم المستخدم باستخدام نظام الأوامر الصوتية، يتم تقسيم المقطع إلى أقسام ثم إرسالها إلى ثمانية خوادم مختلفة تابعة لغوغل حول العالم، ومعالجتها ومن ثم العودة للمستخدم بنتيجة خلال أجزاء من الثانية.

وانتشرت مؤخراً ميّزة الأوامر الصوتية في العديد من منصات الهواتف المحمولة والحواسب اللوحية مثل "آي أو إس"، وأندرويد ومايكروسوفت، وأصبحت الشركات تذكر ميّزة الأوامر الصوتية كواحدة من أهم ميزات أي جهاز تعلن عنه.

وما يعطي أهمية الأوامر الصوتية هو المهام التي تنجزها وتستطيع إجراؤها خلال ثوان من الزمن، فعلى سبيل المثال، حاليا بإمكان تطبيق المساعد الصوتي "سيري" في هواتف آيفون لشركة "أبل" إجراء حجوزات المطاعم أو صالات السينما بالإضافة إلى إمكانية فتح أي تطبيق أو إجراء مكالمة أو البحث عن مكان في الخرائط أو ضبط منبه أو حدث معين في التقويم، وذلك بأمر صوتي مباشر من المستخدم.

ويعود الفضل في التطور الذي وصلت إليه ميزة الأوامر الصوتية إلى نظام الشبكات العصبية في عقل الإنسان، والذي قامت الشركات بمحاكاته من أجل الوصول إلى أحسن النتائج في التعرف على الصوت والكلمات التي ينطقها المستخدم، ورغم أن الاهتمام في هذا المجال بدأ في الثمانينيات إلا أن الشركات الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت و"آي بي إم" بدأت مؤخرا بالتركيز عليه.

وقد استعرضت مايكروسوفت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الصين، تجربة لنظامها حيث بدأ المسؤول عن قسم الأبحاث في الشركة، ريك رشيد، بالتكلم باللغة الإنجليزية، مع توقف بعد كل جملة، لكي يقوم النظام بترجمة الجملة إلى اللغة الصينية مع نطقها، ومحاولة محاكاة طريقة النطق.

وقال رشيد بعدها إن هناك الكثير من العمل في هذا المجال، ولكن هذه التقنية تستحق التعب، لأنها ستؤدي إلى نتائج وآفاق كبيرة، وأضاف أن مايكروسوفت تعمل من أجل كسر حاجز اللغة بين سكان العالم خلال السنوات القادمة.

ويمكن استخدام نظام محاكاة عقل الإنسان ليس فقط في الأوامر الصوتية، إنما يمكن الاستفادة منه في جميع المجالات التي تتطلب التعرف على شيء والعودة بنتيجة معنية مثل التعرف على الصور من خلال البيكسلات الموجودة فيها، ومعرفة الأشياء الموجود داخل الصورة.


Read more on Aljazeera.